فرنسا.. 400 حالة وفاة زيادة على المعدل خلال موجة الحر في أغسطس

فرنسا.. 400 حالة وفاة زيادة على المعدل خلال موجة الحر في أغسطس

 

قضى نحو 400 شخص إضافي مقارنة بمعدلات الوفيات العادية في فرنسا، أثناء موجة الحر التي ضربت البلاد في أغسطس الماضي، بحسب ما أفادت وكالة الصحة العامة الفرنسية اليوم الأربعاء.

ففي تقديرات أولية، أشارت الوكالة إلى نحو 400 حالة وفاة إضافية (أي بزيادة +5.4%) عن المعدل الطبيعي، في 52 مقاطعة معنية شهدت موجة حر، موضحة أن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 75 عاما على الأقل هم الفئة العمرية الأكثر تأثرا بموجة الحر هذه، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وموجة الحر هي ظاهرة تتضاعف وتيرتها بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وهي تمتد لفترة طويلة من ارتفاع في درجات الحرارة دون انقطاع لعدة أيام. ويكون تأثير هذه الموجة متفاوت ويرجع ذلك على وجه الخصوص إلى المدة وعدد الأيام ودرجات الحرارة وأيضا إلى فترة حدوثها ونوع السكان المتأثرين.

وذكرت الوكالة أن موجة حر ضربت البلاد في الفترة من 11 إلى 26 أغسطس وكانت لها تأثيرا كبيرا على 52 مقاطعة، ورفع مستوى الإنذار في 19 منها إلى اللون "الأحمر" وهي حالة الإنذار القصوى لمواجهة موجة الحر الشديد وارتفاع درجات الحرارة. 

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية